كانت هوليوود قد تعاقدت مع الممثل الفرنسي على أن يلعب هذا الدور في نظير مبلغ 25 ألف دولار ثم حدثت المفاجأة عندما ظهر عمر الشريف ورآه المخرج وأعجب به وقرر أن يختبر النجمين العربي والفرنسي على نفس الدور ومثل كل منهما بضع لقطات من الدور وفاز عمر الشريف بدور علي بن الحسين وبعقد على بطولة سبعة أفلام عالمية يمثلها في سبع سنوات، بحسب ما نشرته أخبار اليوم في 3 يونيو 1961.

وسافر عمر الشريف إلى لندن لإجراء عملية إزالة « الحسنة » التي في  وجهه وعاد إلى صحراء الأردن ليمثل بضع لقطات على سبيل التجربة وفي أثناء التصوير عرف من بعض عبارات الحوار أن دوره ليس دور علي بن الحسين الذي حاصر حامية الأتراك في المدينة المنورة منذ أعلن أبوه الثورة حتى انتهاء الحرب العالمية الأولى.

 وفهم عمر من مساعد المخرج أن دوره في الفيلم هو ماجد دور كومبارس وأن الذي سيمثل دور علي بن الحسين هو الممثل الفرنسي موريس رونيه.

وغضب عمر الشريف ولكنه لم يستطع أن ينسحب لأنه كان قد تعاقد على التمثيل ولم يذكر في العقد الذي تم بينه وبين المنتج سام سبيجل اسم الدور الذي يلعبه وأجرى المخرج ديفيد لين مخرج جسر نهر كواي و الكونتيسة الحافية التجربة للمثل الفرنسي موريس رونيه على دور علي بن الحسين باعتباره صاحب الدور ثم أجراها لعمر الشريف من باب الاحتياط وأرسل المخرج اللقطات إلى معامل لندن.

ولم ينم عمر ولم ينم موريس أيضا لمدة أسبوع وجاءت اللقطات من لندن بالطائرة ورآها المخرج والمنتج فقررا أن عمر الشريف أصلح من الممثل الفرنسي لهذا الدور وقد كان موريس رونيه متعاقدا على هذا الدور بمبلغ 25 ألف دولار أما عمر الشريف فيتقاضى 8000 دولار فقط.

فيلم « لورنس الصحراء » الذي يقوم ببطولته عمر الشريف ليس أول فيلم سياسي ينتجه وسام سبيجل الذي يدعو لنزع السلاح منذ عام 1932 فقد سبق أن أنتج فيلمه المشهور « كل شيء هادئ في الميدان العربي » وقد صور هذا الفيلم ومنع عرضه في ألمانيا ولكن الرجل استطاع أن يقابل هتلر بحضور جوبلز وزير الدعاية وقال له : أن فيلمه ليس إلا لوحة فنية ضد الحروب ورغم هذا فان النقاد الألمان قالوا أن هذا الفيلم يمكن أن يثير حربا عالمية جديدة .

والمعروف أن منتج الفيلم وسام سبيجل هو الذي أكتشف إليزابيث تيلور ومونتجومري كليفت وكاترين هيبورن وقدمهم لأول مرة في فيلم « حدث في الصيف الماضي » ويعتبر نفسه مكتشفا لعمر الشريف أيضا.